انطلاق برنامج التكوين المستمر بجهة الرباط سلا القنيطرة

الأربعاء 13 نوفمبر 2024
صورة المقال

 انطلق، اليوم الخميس بالرباط، برنامج التكوين المستمر لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، بندوة حول موضوع "الجهوية والجماعات الترابية: الواقع الحالي وتحديات المستقبل".


وتهدف الندوة الافتتاحية لهذا البرنامج، المنبثق عن التصميم المديري الجهوي للتكوين المستمر، إشراك المنتخبين بالجماعات الترابية للجهة لإثراء النقاش حول موضوع الجهوية المتقدمة بالمغرب من حيث تحدياتها ورهاناتها وعلاقتها بالجماعات الترابية، ومواكبة مستجدات هذا الورش الإصلاحي الكبير الذي أطلقه المغرب.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس جهة الرباط-سلا-القنيطرة، السيد عبد الصمد سكال، أنه تم إنجاز التصميم المديري الجهوي للتكوين المستمر في إطار مسار تفعيل الجهوية المتقدمة وتهيئة الوثائق والمؤسسات التي نص عليها القانون التنظيمي للجهة.

واستعرض السيد سكال مسار نظام اللامركزية الذي اعتمده المغرب، مبرزا أن هذه التجربة الغنية توجت سنة 2008 بإحداث اللجنة الجهوية للاشتغال على ملف الجهوية، ثم دستور 2011 الذي جعل من دسترة وتفعيل الجهوية المتقدمة مدخلا له.

وأضاف أن الدستور الجديد عزز اللامركزية والجهوية، إذ جعل منها أحد أسس بناء الدولة المغربية، وحرص في جل مواده على الحديث عن الجهات إلى جانب الجماعات المحلية لإبراز دورها.

وأشار إلى أنه تم اعتماد مبدأ التدبير الحر، الذي يعتبر قطيعة مع مرحلة الوصاية الإدارية ودخول مرحلة المواكبة والدعم ومساعدة رؤساء الجهات في إعداد البرامج التنموية للجهة، إضافة إلى مبدأ التطبيع كمبدأ ناظم للعلاقات بين الجماعات والدولة وبين الجماعات.

وقال إن المغرب يعيش، منذ انتخابات 2015، تجربة تطوير نموذج الجهوية، التي تنطوي على جزء من القطيعة مع التجارب السابقة على مستوى الممارسة وطرق التدبير، مؤكدا أن على المجالس المنتخبة تنزيل المبادئ المؤطرة لعمل مجالس الجهات.

وخلص إلى أن ورش تعزيز الجهوية هو ورش لإعادة توزيع السلطة والأدوار بين مختلف مؤسسات الدولة، بين المركز والمجال، وبين مكونات المجال ذاته، مضيفا أن التحدي اليوم هو وضع جدول زمني لتفعيل الجهوية كأحد الأسس التي يجب الاعتماد عليها في بناء النموذج التنموي الجديد.

من جانبهم، أكد نواب رؤساء جامعتي محمد الخامس وابن طفيل والجامعة الدولية بالرباط، المكانة التي تحظى بها جامعات الجهة، مبرزين أنه لا يمكن الحديث عن تكوين مستمر دون بحث علمي، إذ تضم جامعة محمد الخامس 250 مسلكا للتكوين الاساسي و150 مسلكا للتكوين المستمر، فيما تساهم الجامعة الدولية للرباط في تكوين حوالي ألف إطار سنويا من مؤسسات عمومية وشركات خاصة.

وأوضحوا أن التكوين يعتبر من أولويات الجامعات، معربين عن استعداد الجامعات الثلاث الواقعة على تراب الجهة لإتمام هذا الورش وإنجاحه، بفضل خبرتها وأطرها من أجل تحقيق الهدف المنشود المتمثل في تكوين منتخب في مستوى التطلعات.

وتأتي هذه الندوة، بمشاركة المنتخبين والفاعلين المؤسساتيين والأكاديميين والباحثين في جامعات الجهة، تأكيدا على قناعة مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة بأهمية التكوين المستمر في تقوية القدرات التدريبية للمنتخبين للتنزيل الصحيح لمضامين نظام الجهوية المتقدمة وإنجاح برامج التنمية الشاملة والمستدامة.

ويقدر عدد المستفيدين من برنامج التكوين ب2997 من أعضاء الجماعات الترابية الموجودة بتراب الجهة التي تتكون من سبعة مجالس أقاليم وعمالات و114 جماعة؛ إلى جانب أعضاء مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة.

وتتوزع محاور التكوين، وفق وثيقة التصميم المديري، على ستة محاور رئيسية تهم الجوانب القانونية، وخاصة ما يتعلق بالقوانين التنظيمية الثلاثة للجماعات الترابية والنصوص التطبيقية المتعلقة بها والتدبير الإداري والمالي والديمقراطية التشاركية والتخطيط الاستراتيجي والتعمير والبيئة والتواصل والشراكات والتعاون.

وتمحورت أشغال هذه الندوة حول التجربة الراهنة للجهوية المتقدمة بعد مرور سنتين على إقرار القوانين التنظيمية للجماعات الترابية واستحضار بعض التحديات، ودعوة الفاعلين المحليين والشركاء والقوى الحية للتفكير في الحلول الناجعة لترسيخ الإحساس بالمسؤولية المشتركة لإنجاح هذا الورش.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أترك تعليق