المغرب يتيح فرصا اقتصادية جديدة للأفارقة حاملي الشهادات

الإثنين 14 أكتوبر 2024
صورة المقال

أكدت اللجنة الاقتصادية لإفريقيا بشمال إفريقيا أن المغرب أصبح يتيح فرصا اقتصادية جديدة للتنمية الاجتماعية للأفارقة الحاملين للشهادات المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء، من قبيل الأطباء والفنانين والمقاولين والتجار.


وحسب تحليل مقارن نشرته اللجنة مؤخرا، حول موضوع "إشكالة الهجرة في سياسات واسترتيجيات التنمية بشمال إفريقيا"، على هامش أشغال الدورة 32 للجنة الحكومية للخبراء، المنعقدة ما بين 3 و6 أكتوبر بالرباط، فإن المغرب الذي يعتبر منذ تسعينيات القرن الماضي كمنطقة للعبور بالنسبة للمهاجرين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء في اتجاه أوروبا، أصبح اليوم أرضا للجوء بالنسبة للمهاجرين الذي لا يمكنهم مواصلة سفرهم إلى القارة العجوز.

وكشف نفس التحليل الذي أنجز بتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة، أن حضور الطلبة الأفارقة، لا سيما الفرنكوفونيين، في الجامعات والمدارس التقنية الكبرى المغربية "قديم جدا " و"منتظم جدا"، مضيفا أن المملكة "تتيح أيضا للشباب الأفارقة حملة الشهادات كالأطباء والفنانين والمقاولين والتجار فرصا اقتصادية جديدة للتنمية الاجتماعية لم تعد تتيحها أوروبا".

وأضاف أن عددا من المهندسين والأطر العليا يختارون البقاء في المغرب بعد الدراسة لمواصلة مسارهم المهني، مشيرا إلى أنه تم توظيف عدد مهم من الأطباء والممرضين بالمستشفيات المغربية.

وحسب المصدر ذاته، فإن التغيرات الجيوسياسية وعدم الاستقرار في بعض البلدان الإفريقية، منها كوت ديفوار ونيجيريا، غيرت دينامية الهجرة بالقارة الإفريقية حيث جعلتها تتخذ وجهات جديدة، منها المغرب العربي.

وفي ما يتعلق بهجرة المغاربة إلى أوروبا، أوضحت الدراسة أن حركة اليد العاملة المغربية شرعت في الهجرة خلال ستينيات القرن الماضي، مشيرة إلى أن الوجهات الرئيسية تمثلت في فرنسا وبلجيكا وهولندا، لكن بعد القيود التي فرضتها هذه البلدان خلال سنوات الثمانينات، بدأت التدفقات تتجه نحو إيطاليا وإسبانيا، في حين تفضل اليد العاملة المؤهلة الولايات المتحدة وكندا.

ونقلت عن تقديرات للوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة أن عدد أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج يقدر بحوالي 4 ملايين و500 ألف شخص، أي 15 في المئة من الساكنة الإجمالية للمغرب، وهي جالية فتية حيث 70 في المئة من أفرادها تقل أعمارهم عن 45 سنة وحوالي 20 في المئة منهم ولدوا بالخارج.

ويتميز المغرب أيضا بحجم تحويلات للمهاجرين يعد من بين الأكثر أهمية في العام، حيث بلغت تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج 58 مليار درهم، بالدولار الأمريكي، خلال سنة 2001، أي 7 في المئة من الناتج الداخلي الخام و32 في المئة من نسبة تغطية العجز التجاري.

وتندرج هذه الدراسة، التي تقديم تحليلا مقارنا للرهانات المرتبطة بالهجرة الدولية في ستة بلدان بمنطقة شمال إفريقيا ممثلة في المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا ومصر والسودان، في إطار مبادرة اللجنة الاقتصادية لإفريقيا والمنظمة الدولية للهجرة لتقييم الإجراءات المتخذة من قبل الدول الإفريقية لإدماج قضية الهجرة في مخططاتها واستراتيجياتها التنموية.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أترك تعليق